THE SAG

Umar’s sirwaal is ever-baggy.  Pick it up, mama would say, waryaa you look like a street boy on heat.

He would argue, until the reach of her hands proved fatal. Looped each finger inside a denim buckle, lifting upwards. The sky hoisted up on the seventh day. Pull up your pants and they won’t shoot. Pull up your pants, turn Mohammed into Mo. Remind him he is no longer boy. Was never, will never be boy enough, small enough.

Yallah!

A sky is a hole within a hole. A trail of hair shaped into a singular tear, finer than sugar refined, back home it’s bigger than a fist

bruises the bottom of a glass, its lip, my lip. His skin burns at her gaze, holds the tip

of a bomber jacket close. Camouflage.

The kind of green you want to hide in only exists in fairy-tales.

His indignant breath rising and falling, her lined hand flattened against a back.

Bear with her. This, the only thing she can straighten out. His belt now linear, a careful underline.

Be rigid, for now. Make the bridge of a spine your very own siraatul mustaqeem.

Lauryn sang it, straight from the book. Shot it straight from the hip.

Do it for us.

------
TEXT: MOMTAZA MEHRI

CELLULOID

These pictures slide by like salt
saturated on steak and water.
Cholesterol is monotone
and every cigarette is a smoke signal
asking my ancestors to stop
sending me genes
and photographs.

I can’t use.

Frankly, I watch black and white screens
and swear to my mother her hair looks better silver
than pitch whatever it is
the remaining patriarchs think is appropriate for age.

Again, I don’t like talking about how
August is just a number,
but I’ve numbed nothing if not clocks
and my father’s watch;
waiting on my wrist for an older man
to set it right.

Settle in the time frame sans plight
and indicted memories.

Sans my language and lore look at that damn bird these distractions sell well and weddings wreak hell on budgets so I’m saving up,

saving my luck-

ridden birth certificate sins are handed over like good food
on the first and last day of Ramadan.

Remember this when you’re but pixels too.

------
TEXT: HAZEM FAHMY
AUDIO: NAWAF ALJAHDALI

ASAB

 

 

DO NOT DRINK
STRICTLY FOR
SUGARCANE

 

juice stands on every corner
i walk up to the stand
the juicer behind him is covered in
asab
a cup is tethered to the bowl
in it goes and juice flows out
he hands the cup to me
the juice is murky white
like linen  

i sip
tomorrow i will get mango 

------
TEXT: ALLIE ELKHADEM
ART: SANDRA

الساعة

 
يجلِس على طرف السرير، خالياً من كلّ شيءٍ إلّاه. يحكّ خدّه الأيمن مرّتَين، ينظر إلى السّاعة. عاد إلى نومه إلّا أن نومه لم يعُد، مازال متعلّقاً ببقايا ليلةِ أمس. كيف كان الحلم بذلك الوضوح، و كيف في يومٍ و بعض ليلة اختفى. تخنقه دقّات الساعة في معصمه الأيمن. يفكّ السّاعة، يزيل البطاريّة.


 ليتنا نستطيع إيقاف الزّمن بتلك السهولة.


مازالت الساعة التّاسعة من صباح الأمس تلاحقه، وستبقى تلاحقه. إلّا أنّ الساعة المتوقّفة الآن في معصمه الأيسر جعلت شيئاً ما في نفسه يشعر بالاطمئنان، وكأنّه تحكّم بالزّمن، حاصَرَهُ بدلاً من أن يُحاصَر به. و كأنّه عاد إلى ما قبل كلماتها "الساعة تُلبس في اليد اليُمنى". يقف، ثم يمشي نحو مرآة الحمّام، و يبحث طويلاً عن ماكينة الحلاقة. "أين وضعَتها؟" .. سأل نفسه. كان قد سلّمها نفسه. و حين نظرت بأكثر من عينين نحوه قائلةً "لا تحلق لحيتك"، كان على قلبه أن يتبع ذلك الطلب، و أكثر، حتّى و إن كان لا يعجبه وجهه ذاك. لم يجد الماكينة. يفتح باب المنزل مسرعاً. يقابله الجار بوجهِ مواسٍ، يحاول بدء حديثٍ ما، عن الجوّ، الأخبار، درج العمارة أيّ شيءٍ إلّاها. يركض ذلك الآخر كما الخيال.


لماذا يتكلّمون لو كانت حروفهم لن تهزّ سوى ذرّات الهواء من حولها؟ لماذا عليهم أن يملؤوا الصمت بأيّ شيء حتّى و إن كان أشدّ رتابةً وبلادةً من الصمتِ ذاته؟..


يتناول أقرب شفرة حلاقة، يضع بضع وريقات في يد البائع. ينظر فوق رأس البائع الأصلع، الساعة تدقّ. يغمض عينيه. "إذا لم أرى العقارب تتراقص، فالزمن لا يُغنّي. و حينها فقط سأتمكّن من تكبيله و الحديث معه." يمضي.


سيلاحق الساعات طويلاً، سيحاول حشر الزمن في زاويةِ الاعتراف. سيسائله طويلاً جداً قبل أن يعي أنّ الزّمن أبكم. أو أنّنا عنه صُمّ.


 يعود إلى بيته، يغلق الباب. لم يقابل الجار هذه المرّة، و لم يكن عليه تفادي فتات كلامٍ لا يريد أن يحكى. يضيق المكان لحظة إغلاقه للباب. لربّما لأنها المرّة الأولى التي يدخل بها الباب دونها. أو دون أن تكون في مرسمها تُتمّ رسمةً لن تنهيها، لأنّ العقارب أسرع من الرّيشة. و السّاعة لا تملك حسّاً فنّياً يكفيها أن تنتظر رسّاماً ليتمّ لوحته، أو شاعراً لينهي قصيدته، أو عاشقاً ليحكي قلبه.


تُصبح الأماكن وجوه من رافقونا فيها، فلا يعود الشّارع أرضاً ولا الإشارةُ عاموداً بثلاثة ألوان. كلّ التفاصيل المكانيّة ستشبههم حتّى تصيرهم. و سيّارة الإسعاف الصارخة في الشارع الذي تحدّثنا فيه معهم عن العالم بكلّ تفاصيله التي تحمل ولا تحمل من معنى، ستصبح صوتهم. سيُبكينا المقهى ذاك. و تُضحكنا طويلاً زوايا المكتبة تلك.


تضغط جدران المكان على الساعة في معصمه الأيمن سابقاً، و الأيسر من بعدها، لتُوقف الزّمن في عينيها. إلا أنّه لا يتوقّف. يُمسك الشفرة بكفّه. مازال الخاتم هناك. ينظر إليه. يخلعه.


هل يعود الزّمن إلى ما قبل عهده بها؟ و لو عاد هو، هل يعود القلب هناك؟ ..


يمرّر شفرته على رؤوس الشًّعر. يجرح خدّه الأيسر. يرمي الشفرة، و يترك وجهه بنصف لحية و جرح. "لربّما أنا هناك. أنا حيث النصف. حيث اللا مكان. حيث اللا زمان.". ينظر إلى السّاعة. مازالت متوقّفة حيث أوقفها. يعود إلى طرف السرير. يمرّر كفّه على نصف اللحية القابعة هناك. يمسح على جرحه. يخلع الساعة من معصمه الأيسر. يعيد البطّاريّة حيث كانت. ينظر إلى الساعة في معصمه الأيمن وهي تُغنّي للعقارب الراقصةِ نحو فنائها. ويبكي.

أعطني بعض وقت، كلّ الوقت لأحكي. سأحكي كأنّه النطق الأوّل، والحرف الأخير. سأحكي كأنّما لم أحك قبلاً. كأنّما لن أحكي بعد ذلك. أعطِني بعض الوقت. كلّ الوقت. لأرمي بين يديك كلّ ما قيل لي يوماً أنّ عليّ إخفاءه. فقضيت عمري بين بينين. لا البوح يليق بما علّموني. و لا الصّمت يليق بشغف الإحساس الذي يسكنني. أعطني بعض الوقت. كلّ الوقت. لأصمت طويلاً. و أرقب الساعات تكتب قصتي التي أصبحت في فصلها الأخير، قبل أن أُتِمّ قراءة أولى فُصولِها. أعطِني بعض الوقت. كلّ الوقت. لأعيد ساعتك إلى معصمك الأيسر. و أجمّد الوجع حيث اللّا وعي به. حيث اللّا اعتراف بوجوده. حيث تُدير ظهرك له و تمضي، نحو نكران الواقع الأقسى من أن يُعترف به. أعطني بعض الوقت. كلّ الوقت. لأعود و لو قليلاً. أُعطيك ماكينة حلاقتك التي خبّأت تحت السرير. و أمضي. 
يستيقظ. على طرف السرير ذاته يُسنِد ما تبقّى من قوّته. يتناول علبة سجائر. يدسّ إحداها في فمه. لا يملك أعواد ثقاب، فهو لم يكن يوماً مدخّناً. أو على الأقل، ترك التدخين مُذ وجد مؤنِساً سواه. و الآن و قد غادره أُنسُه كان عليه أن يبحث عن أعواد ثقاب. يدور حول نفسه. يفتح دولاباُ هنا. يُغلق باب خزانة هناك. يتوقّف قليلاً. كثيراً. ينظر في عينيه ذلك الكتاب داعياً إيّاه أن يفتحه. يرمي السيجارة بعيداً. و يرتمي على الأريكة حاملاً الكتاب. مضى على ذلك الكتاب عشر سنين. قرأه للمرّة الأولى و هو في آخر سنةٍ في المدرسة. رائحة الورق وشت بذكرى قديمة. و الأوراق الموجودةُ في قلب الكتاب كأنّها نبضه حكت شيئاً من ماضيه.


نعود إلى الكلمات لنجدها كما كانت. و تجدنا كما لم نكن. كما الأماكن و الروائح و الذكريات. ثابتةٌ في مكانها. تنتظر عودتنا كلّ مرّة بعينين جديدتين. لنراها فنرانا بشكلٍ آخر. نعود لها لنقيّم أنفسنا. لنعيد تقييم علاقتنا بنا و بها. و لننظر في عين ذاك الذي كنّاه في الأمس عبرها. فنسأله و يسألنا. و تبقى هي، هي. بهيبة المكان. و وجع الحرف. و عاصفة المشاعر الذي تبعثه الرائحة.


يفتح الكتاب. يقرأ في إحدى زاواياه ملحوظةً كتبتها. بقلمٍ أحمر كما اعتادت. كانت تقول أنها حين تكتب إلى جانب كلمات الكاتب و بقلمٍ أحمر، تشعر أنّها تملك سلطةً على الورق و أحداث الكتاب. يقلب الصفحات. يجد إحداها ممزّقةً. 25. 26. 28. لماذا مزّقت الصفحة السابعة و العشرين؟. يُغلِق الكتاب. تسقط ورقةٌ كانت عالقةً بين الصفحات. يرفعها. يفتحها. الصفحة 27.


لربّما علينا أن نواجه القصّة كاملةً. سنحاول تمزيق صفحةٍ هنا. و إلغاء شخصيّةٍ هناك. إلّا أنّ الكتاب بأحداثه كاملاً. بشخصيّاته جميعها. بخيباته و أمله. سيختبئ بين الصفحات و يبقى عالِقاً ليسقط على ذاكرتك يوماً ما دون سابق إنذار.


ينظر إلى الساعة في معصمه الأيمن. عليه أن يذهب. يضع الصفحة جانباً. يبدّل ملابسه. يلبس معطفه الكحليّ. يضع يده في جيبه سريعاً. مفتاح البيت من الجيب إلى يده إلى الباب. يديره مرة. مرتين. يمضي.


---
يجلس على أبعد طاولةٍ عن الباب. أقرب طاولةٍ للنافذة. إنها المرّة الأولى التي يدخل فيها مطعماً وحده. لا يتلفّظ بأيّ حرف. يُشير للنادل. يُشير إلى الطّلب. يرفع معصمه الأيمن ليقرأ الوقت. لا ساعةَ هناك. مُذ غابت صار ينقل الساعة بين معصمه الأيمن و الأيسر وِفقاّ لحالة قلبه المتنقّل بين حنينٍ شديدٍ ليعيش تماماً كما لو كانت هنا. و رغبةٍ شديدةٍ أن يعيش تماماً كما لو كانت دائماً هناك. يرفع معصمه الأيسر. لا ساعة هناك. لقد نسِيَتهُ بين الحالتَين. قلبٌ بلا وطن. يتجاهل الزّمن علّه يهزمُ بغيابه وجعه. ينظر حوله. لم يعتد الأكل وحيداً. و بإمكانه أن يخابر صديقاً ليشاركه وجبته هذه. إلا أنه يرغب بالوحدة. يرغب بالجلوس مع وجعه. بالفِرار من الوجوه جميعها نحو وجهه. يضع النّادل الصحن أمامه. يهزّ الآخر رأسه شاكراً. يبدو الطعام حزيناً اليوم. يبحث عن أيّ شيءٍ يعكسه. يحاكيه. يُطالعه. حبّات الأرزّ. كأس الماء. ذلك الطّفل الذي تركته أمّه يبكي و انشغلت بالأكل. لم يعتد أن يجلس وحيداً دون وجهٍ يعكسه. دون وجهِها. ينظر حوله بحثاً عنها. يترك الطّعام و المكان و يمضي.



يقول نزار قبّاني. "الحبّ في الأرض بعضٌ من تخيّلنا.. لو لم نجده عليها لاخترعناه." و لاخترعنا وجوهاً. و مرايا لتُحاكي صورنا، أحزاننا، أحلامنا و تعكِسنا. أيّ شيء. نظرة. كلمة. تنهيدة. عَبره نعكس ذلك الساكن فينا فلا نقابله إلّا من خلال وجهٍ ما. وجهٌ يذكّرنا أننا هنا. لأننا وحدنا لا نكفي. لن نكفي. لو لم نجد ذلك الآخر الذي سيُرينا إيّانا واضحين. معضلةُ الفقد تكمن لا في المفقود و غيابه، بل بفُقداننا و غيابنا فيه. لا أنانيّة هنا. بل نقصٌ في النّفس ربّما لا يكتمل إلا بوجودهم. و سيبقى ذلك النقص مادامت مرآة النّفس غير صالحةٍ إلّا للعتب. كيف تعكسنا؟ لا أدري. لربّما تكون الحياة بكلّ ما فيها رحلةً نحو تلك المرآة. و لربّما لن نصل لها أبداً. لربّما سنبقى نبحث في صوتٍ ما غير صوتنا عنّا. و سنبقى بذلك بلا ساعة إن غابوا.



يكره القهوة. يكرهها ولا يفهم لماذا يحبّها الناس كلّ ذلك الحبّ. يمشي في الطريق بلا هدف. يمشي وحسب نحو لا شيء. يوجد الكثير من النّاس في الشّوارع. كم منهم خرج هارِباً من وجهٍ فقده. فوجده كما يحدث معه هو، في كلّ الوجوه. يتفادى الشوارع التي تشبهها. يتفادى الأغاني التي كانت تحبّها. يتفادى ذكراها. وهو بتفاديه ذاك، موغِلٌ في الذّكرى. غارقٌ بها.

مقهى. يدفع الباب. تندفع رائحة القهوة المخلوطةِ بأغنيةٍ لا يعرفها. يرمي كتابه على الطاولة. يطلب القهوة. سوداء. تماماً. دون سكّر. دون حليب. كما يكره. يرتشف بعضها. لا يفهم كيف يحبّ النّاس مشروباً مُرّاً إلى هذا الحدّ. لماذا يشرب القهوة؟ هل يبحث عن سِواه اليوم؟ يمارس كلّ العادات التي يكرهها علّه يحبّ تلك الحياة. فيكتشف عالماً آخر يستحقّ أن يُعاش دونها. يفتح الكتاب. أدونيس. يكره الشّعر. يكره الكلمات المزيّنة. كلّما ازدادت الحروف تعقيداً ازدادت كذِباً. و هو يكره الكذب. يرتشف القهوة. يكره القهوة. تترك في اللّسان مذاقاً لا بأس به. إلّا أنّها في لحظة اللّقاء الأوّل تؤلم لسانه. تتسارع نبضات قلبه الغير معتادٍ على القهوة. لا بأس، "الحبّ في أوّله صعب"، يحدّث نفسه مُرتشفاً المزيد. يُضيف الحليب، والكثير من السّكّر. الآن ربّما. يشرب القهوة. يكره القهوة.



لأنّ الحبّ إمّا أن يكون أو لا يكون. لا لأنّه يسقط على القلوب دفعةً واحدة. ولكنّه يُقابل القلب بابتسامةِ مرحّب. برغبةٍ ملحّة للألم. أن تصل للمرارة. و تتجرّعها. مرة. مرتين. عشرة. حتى تألفها وتألفك. فلا تعود ترغب بترك السرير صباحاً إن لم تنتظرك بعده. لأن الحبّ إما أن يكون أو لا يكون. فإنّ ذاك الذي يزور قلبك بخطّةِ تحويلك لشخصٍ آخر، مضيفاً الحليب تارةً و السّكّر تارةً أخرى، هو شخص لا يستحقّ قلبك. فالحبّ إمّا أن يكون أو لا يكون. إمّا أن يزورك كلّك. راغِباً بنقصك قبل اكتمالك. ضعفك قبل قوّتك. قبحك قبل جمالك. أو يمضي. لأنّ الحبّ إمّا أن يكون أو لا يكون.



يفتح كتاب أدونيس –ورّاق يبيع كتب النجوم-. اشترى ذلك الكتاب من سنةٍ أو زيادة. كان قد قرأ في مكانٍ ما أنّ الأدب يزيد القلب اتّساعاً. أنّ هناك شيئاً ما في الكلمةِ ليس في سواها. "بس ما في وقت". هكذا كان يقول دائماً. بين ساعات العمل. و اللا عمل. لا وقت للأدب و الكلمة. يوماً ما سنقرأ نزار قبّاني وأدونيس. و نسمع أغنية كاملة لأم كلثوم، هكذا كانت تقول، بس ما في وقت. ينظر إلى معصمه الأيمن. يتذكّر أن لا ساعةَ هناك. لا وقت. يقرأ. "ماضياً، كنت أقذف بوقتي في سلّة تظلّ فارغة. حاضراً أرميه في سلّة تظلّ طافحة. و لا شيء ممّا مضى يتآخى مع أشيائي. و كنت قد حلمت، عبثاً، بفجر يتّسع حقّاً لشمسي. لكن، لا تزال الدقائق تلتفّ على جسدي، باردة كمثل عباءة مليئة بالثّقوب. وليس في سريري إلا لحاف اللّغة." (ص 10)


لا يفهم. هل يتّسع الزّمن بالكلمة. فيتّسع القلب بالزّمن. لماذا اليوم عدا عن كلّ الأيّام يشعر أنّه يملك الوقت كلّه. غياب السّاعة؟ أم حضور الكلمة؟



كلّ شيءٍ مؤجّل. كلّ الكتب. والأسئلة. والمشاعر. والحزن. الأغاني. والقصائد. كلّ شيء. بس ما في وقت. ولكن ما الوقت؟ نلاحقه نحن أم هو من يلاحقنا. يمتلكنا أم نمتلكه. نخلع الساعات تحرّراً منه. أم نهرب إلى الكلمة لتُنسينا إيّاه؟.. لن نعي كم كانت واسعةً مساحات الوقت حتّى تغيب وجوههم. و أحلامهم المؤجّلة بِـ بس ما في وقت! .. لأنّ الوقت ليس هو ما نحتاجه. نحتاج للمرآة تلك التي ستعكسنا. للقهوة التي سنحبّها دون إضافة حليب. لخلع الساعة بعض الوقت. الكثير من الوقت. والنظر في قلب اللّغة الساكنة قلوبنا المكبّلةِ حروفُها بِـ بس ما في وقت.



"عم تقرأ لأدونيس؟" سأله صديقه مُستنكِراً اختياره. لا يعرف من هو أدونيس. يُعجبه الاسم، ربّما. ولمّا وقع اختياره على هذا الكتاب عدا عن غيره مذ عام أو أكثر، كان ذلك في سعي منه أن يصِل لصورة المثقّف. كان ذلك ضمن مرحلةٍ من حياته شملت لبسه لنظّارة مدوّرة. إطالته لشعره. وأوّل محاولةٍ له لشرب القهوةِ التي يكره. لأنّ أسماء معيّنة، و شكلٌ معيّن يرتبط لسبب لا يعرفه بما يعنيه أن تكون مثقّفاً.


لأنّ تعاريف الأشياء تصلنا جاهزة. مُعلّبة. و حين نقول "مثقّف" هناك صورةٌ ذهنيّةٌ ستصاحب الكلمة، إن لم نرجِع إلى الخلفِ قليلاً، كثيراً. وننظر لها من بعيد بحثاً عن معرِّفِها الأوّل وسبب تعريفه لها، سنغرق في معانٍ صُوّرت وكأنّها حقائق، بالرّغم من أنّها قد لا تكون بالضّرورةِ أكثر من وجهات نظر.


لا يعرف من رسم الثّقافة بالشّكل ذلك. إلّا أنّه وجد في اسم أدونيس طريقاً سريعاً نحو صورة المثقّف التي يطمح لها. لا يعرف من رسم صورة المثقّف تلك. ولا يعرف ما سبب استنكار صديقه. بحث سريع. يبدو أنّ أدونيس ذاك مثير للجدل أكثر من الطبيعيّ في آرائه السّياسيّة، واللّا سياسيّة. لم يعتد أن يمشي في طرقٍ وعرة. يكره اختلاف الآراء. يكره النّقد. يحبّ تفادي كلّ المواضيع و الأشخاص المثيرين للجدل. يُغلِق الكتاب وأدونيس. لا وقت لِلبحث في نفسه عن رأيه في شخصٍ متورّطٍ سياسيّاً. يكره السياسة.



هل نقرأ عن الحبّ والزمن والإنسان لشاعرٍ أو أديبٍ لا نتّفق معه سياسيّاً، أو حتّى أخلاقِيّاً؟ إلى أيّ حدٍّ يتأثّر الحرفُ بقائلِه؟ وهل تصير القصائدُ شاعرها حين تُحكى؟ وإن خولِف الثاني، هل لا بدّ من رفض الأولى؟ وكم نفقِدُ من الكلماتِ حين نتفاداها و نتفادى قائليها؟ طيّب. لأنّ القصيدةَ تحمِل على ظهرها أكثر من الكلمة. تحمل الشّاعر بكلّ ما فيه؛ بمشاعره، وآرائه السياسيّة واللا سياسيّة. مُثقلةٌ بشخصهِ الذي لا بدّ تُشبهه جدّاً. وجه إنسانٍ هي القصيدة، مشوّهةٌ بنقصٍ مفضوح. وربّما يتحمل إحدى تفاصيلها بعض جمالٍ يستحِقّ أن يُكتَشَف. لا بأس أن نقرأ. ما دام النّصّ الذي نقرأ شفّافاً. كاشفاً حِملَهُ كاملاً. فإذا استطعنا كشف حُجُبِ النّصّ، عندها لا يُهمّ لمن نقرأ وماذا نقرأ. لأنّ الوعيَ بالكلمة ومصدرها، سيخلقُ مساحةً لا نهائيّةً للتّفكير، لا التبرير. والغوص في أسبار نفسٍ بشريّةٍ عبر حرفها.


--- 
يمشي. الشارع أطول ممّا اعتاد. كلّ الطّرق تغدو أطول حين الوِحدة. طرق الشوارع. طرق القلوب. طرق الأحلام. كلّ شيءٍ يغدو أبعد ببُعد الأحبّةِ عنّا. الجوّ غائم. لا يحمل مظلّةً اليوم. لم يعتد حمل مظلّةٍ أبداً. إلّا أنّه لا يتمنّى المطر اليوم. ضحكةُ صِبيةٍ عن يمينه. ينظر في وجوهِهِم فيشعر بكمّ البؤسِ فيه أكثر. يمشي. الجوّ يدعو للبكاء. كلّ ما في السّماء يطالبه بمشاركة دمعه. يمشي. مُواءُ قطّةٍ عرجاء. ينظر في عينيها. تموء. يمشي. قطرةُ ماء على كفّه الأيمن. تذكّره تلك دون أن تعي بخلوّ الكفّ من كفّ. يمشي. قطرةٌ أخرى. تلك التي كانت على حافّة جفنه، وهوت ملامسة خده بعد تدافع الدموع الأخرى في عينه. انفجرت شاهقةَ في وجه الأرض. "السما عم تبكي" هكذا كانت تقول له حين المطر. بكاؤها يُذكّرنا بالحزن السّاكِنِ أطراف هذه الأرض، والذي تشهده السّماء كلّ يوم. أيّام الصحوِ ما هي إلا محاولةٌ يائسةٌ منها أن تفرح، أن تنسى، أن تتجاهل الوجع. حتّى ترى على قارعةِ الطريق عجوزاً يمدّ يده. أو في إحدى زوايا العالم لاجئاً حُرم الوطن. أو قلباً حُرم الرحمة. تشهقُ السّماء، مبتلعةً وجع الأرض وأهلها. وتبكي.



"نحن نعيش في أكثر من عالم". لا منطِق يفسّر كلّ هذا الجنون الذي يحدث. لا منطِق يُفسّر الجوع. لا منطق يفسّر الفقر. لا منطق يفسّر الفقد، والوجع. لا منطق. يضحك نصف العالم ضحكةً عالية جداً، يُغطّي صداها صوت نحيبِ النّصفِ الآخر. ويعتلي النّصفُ الأوّل مِنبَراً ليُحلّلَ طويلاً صوت النحيب ونغمه، مصدرَ علوّهِ وعتبه. وينسى أنّه سببه.



شعره يبتلّ. ومازال. هل يوجد للبَلَلِ حدّ؟ يمشي مُسرِعاً. يقف تحت واجهةِ محلٍّ لبيع الفلافل. رائحة القليِ تحتلّ أجزاء الهواء من حوله. يجلس على الأرض. عن يمينه رجلٌ تجاوز الستين. يرتجف. "فِدوة بردان" يقول العجوزُ متّكئاً على أواخر الحروف. يخلع مِعطفهُ و يمدّ به إلى العجوز. يدسّ سيجارة في فمه. ويدخّن. يبرد. لربّما لم يكن عليه أن يعطي العجوز معطفه. يغنّي العجوز موّالاً بلهجة عراقيّة واضحة. "ذكرتك والسّما مغيمة وعليك الروح محتارة .. مادري الدمع من العين، مدري السّما المطّارة .. وينك ما إلك عنوان واسمك ضاعت أخباره.. البحر لو يبعدك عنّي أسوّي القلب عبّارة." يبكي. يبرد. لربّما لم يكن عليه أن يعطي العجوز معطفه.



ستتمنّى للحظاتٍ أن تمدّ يديك وتحضن الكرة الأرضيّة البائسة بأهلها. إلّا أنّك ستعي أن يديك أقصر من أن تتّسع لحدود العالم. وأنّ حضنك أضيق من سعةِ الوجع في هذا العالم. وأنّ بك من الوجع ما يحتاج حضناَ أنت أيضاً. ستعي في لحظات العطاء متعةً لن تشعرها في أيّ ظرفٍ آخر. وستتلمّس في الوقت ذاته نفسك البشريّة الأنانيّة جداً. نفسك التي ترى نفسها مركزاً للعالم. لو لم يكن المركز ضاحكاً، لن يستطيع بعث الضحكِ في وجوه من حوله. ستعي أنّك إنسان. أنّك أحياناً ستضيق ذرعاً بطلباتهم. بأوجاعهم. بحزنهم. والضحيّة الساكنة فيهم. ستتفهّم جداً. لكنّك ستجاهد نفسك الأنانيّة كلّ لحظةٍ أن ترى في كلٍّ منهم قصّةَ تستحقّ أن تُحكى وتُسمع. وستجاهدها طويلاً لتُذكّرها أنّك لست أكثر منهم، ولن تكون أبداً. وأنّهم مثلك تماماً. ستجاهد صوتك، كلماتك، نظراتك. ستجاهد إحساسك أنّك "تُساعدهم". فأنت لا تُساعد أحداً. وبمجرّد أن تُنصّب نفسك مساعداً، فأنت تدّعي أنّك في موقعِ أعلى. ثمّ بعد كلّ ذاك الجهاد، أو قبله، ستعي، يمكن متأخّراً، يمكن بعد أن تجرح أحدهم، أنّك لا تقوى على سماع القصص جميعها. وأنّ حضنك يتّسع لزاويةٍ واحدةٍ فقط، أو يمكن أقل، من زوايا هذا العالم الرّحب ببؤسه. ستبكي طويلاً، وسيكون بكاؤك عليك بحدّ ذاته أنانيّة. ولن تعي كلّ ذلك حتّى تقابل عجوزاً به من ريح دجلة. ونحيب الفرات. يغنّي في شارعٍ لا يفهم شجن صوته. ولا يبكيه. ينظر في عينيك و يقول، "فِدوة، بردان".

------------
يستيقظ الصبح في كلّ زاويةٍ من زوايا المكان إلّا فيه. يُمسك كفّ النّوم راجياً الأمس أن لا يتركه لليوم. يفرك عينيه. يُغلق عينيه. يحاول النّوم. وجهها يُوقظه. يُسلّم قلبه للذكرى. مذ غابت كان يحاول أن يُقاوم صوتها فيه. تفاصيل ضحكة عينيها. انكماشةُ أنفها حين تبكي. حاجتُها اللّا مُفسّرة أن تبلّ شعرها في كلّ مرّة ترسم فيها. صمتُها المقدّس في كلّ مرّةٍ يخذلها الرّسم. ينظر إلى السّاعة في معصمه الأيمن. السّاعة متوقّفة. عليه أن يبتاع بطّاريّةً. أو ربّما لا.



يتوقّف الزّمن لحظة الذّكرى. في اللّحظة الفاصلةِ بين رحيلهم عنّا ورحيلهم فينا، سنقضي الكثير من الزّمن المتوقّفِ في بقاياهم. وستجيء بهم الذّكرى، أحلى ممّا كانوا. أقرب ممّا كانوا. لأنّ الذاكرة انتقائيّة جداً، كاذبةٌ جداً، ستصوّر لك الغائب على أنّه كان كلّ قلبك. والأمس على أنّه حلم غاب. لأنّ الذاكرة انتقائيّة جداً. ستعجز عن إعادةِ الصورة كاملة. وستتركك مع بعضها. لأنّ الذاكرة انتقائيّة والمشاعر لحظيّةٌ، يتواطؤ كليهما على قلبك لحظة الفقد لتتصوّر أنّك صرت في قاعِ الوجع. ستشعر أنّ الفراق الذي يعصرك هو كلّ ما شعرت وما ستشعر به يوماً. في لحظةٍ واحدةٍ أو أكثر يقرُب كلّ شيء، ولن تستطيع أن تتخيّل كيف كان القلب دون فراق. ستتوقّف ذاكرة القلب عند اللّحظة. وستنتقي الذاكرة أحلى ما في الماضي لِتوجعك على شيءٍ لن يعود. و تعميك عمّا قد يحدث. لأنّ الذاكرة انتقائيّة جداً. سيتوقّف العالم هناك. في لحظةٍ واحدةٍ هي لحظةُ غياب وجهها. و قدوم تفاصيل ذكراها. و بالرّغم من أنّنا سنختار طائعين الفراق أحياناً، إلّا أنّ ازدواجيّةً الحرّية والقيد التي تسكن طبيعة الفراق لن تفارقنا. وبين تلك وتلك تكمن علاقاتنا الإنسانيّة المضطربة بالحدّ بين "أنا" و"نحن". بين التّعلّق الذي تسعى له قلوبنا جداً. والتعلّق الذي ترتعب منه قلوبنا جدّاً. نُطلق القلب نحو النبض ونحبسه عن التّحرّر. لأنّنا نخاف من غدٍ سيحمل الفراق والذكرى. الذكرى الانتقائيّة جداً. وفي سبيل خوفنا من لحظةٍ كتلك، سنرفض تسليم القلب لأحد. سنخاف. سنرتعب من غيابهم قبل أن يأتوا أصلاً. وسنبكي ذكرى ضحكتهم التي لم نرى بعد. وسنخاف. لأن قلوبنا أضعف. ولأن الذكرى أقوى. سيمرّون بنا وسيسكنوننا. سيأخذون بعضنا. وسنعطيهم إيّانا بكلّ سعادة. حتّى يغيبوا. فتغنّي جوليا بطرس "يارَيتو ما مرق". لأنّ الذاكرة انتقائيّة جداً لن يُخبرنا صوت جوليا عن الوجع الذي مرق بمرورهم. و لن يذكّرنا بِأنفسنا قبل مرورهم بنا. وسيتوقّف العالم عند وجوههم. لأنّ الذاكرة انتقائيّة جداً. سنختزل عوالمهم بعالمٍ واحد. وسنرى من وجوههم الشّتّى وجهاً واحد. وسنشتاق إلى حالٍ واحد. وكأنّ الإنسان لا يكون إلا على شاكلة واحدة مدى حياته. فالذاكرة تمحو كلّ التفاصيل في بضع صور. و ترميها أمامك. و تقول لك، ذاك هو. لأنّ الذاكرة انتقائيّة جداً، جداً.



يتقلّب في السرير. ينظر فوق رأسه. إحدى لوحاتها التي رسمتها قبل أن تغيب. الرّيشة ملأت الزوايا بحرص باللّون الأبيض. لم يفهم لِماذا لوّنت المساحات البيضاء بالأبيض؟ كانت قد رسمت كوباً من الماء، نصف ممتلئ، أو نصف فارغ. كانت دائماً ما تقول له أنّ عليه أن ينظر لنصف الكوب الممتلئ. و لم يرَ النصف المتلئ. لم يرَ الكوب أصلاً. كانت تقول له أنّنا نخطئ الطريق أحياناً لنصل للمحطّة التي نريد. و كان يقول لها أن لا طريق هناك، وأنّه أجبن من أن يمشي دون خريطة. كان يرتعب إن تاه قليلاً. يحاول السيطرة بكلّ ما يملك من قوّة على تفاصيل حياته. يخاف أن يفقد بعضه في طريقٍ لم يختار. و كانت تُصرّ أنّنا نفقد لنجد. غيابها المفاجئ هذا هو أوّل مواجهةٍ له مع قلبه الذي اعتاد أن يكون كلّ شيءٍ من مكانه. كلّ وجهٍ في موقعه. يتقلّب في السرير. ماذا فعلت لأخسرها؟ يلوم الزّمن. والأوضاع. والنّاس. والاقتصاد العالميّ. وقطّة الجيران. مؤامرة كونيّة على قلبي. لا تفسير سوى ذاك.



ستختار أن تكون الضحيّة. ليس لأنّك كذلك بالضرورة. ولا لأنّك لا تملك تفسيراً كافٍ لكلّ ما يحدث. ولكن لأنّ قلبك أضعف من مواجهةِ نفسه. من مواجهة وجعه. ستهرب منك إليهم. لأنّ الضعف أسهل. ستنكمش في زاويةِ اللّوم و تبكيك. استمع لحروفك جيّداً. لانتقائك للكلمات التي تبرّئ و تبرّر كل ما يحدث لك بأيّ شيءٍ أو أحدٍ إلّاك. عندما تحكي مع نفسك المرّة القادمة. أقصد عندما تكثر الأصوات في رأسك سيعلو صوتُ ذلك الذي سيحاول الحفاظ على صورتك التي لا تشبهك. ويقوّي القوقعة حولك. ويحول بينك و بينك. ويحاول دائماً أن يحميك من نفسك بمنعك عن مواجهتها، ورميِ آلاف الأشخاص والكلمات والأحداث والتبريرات بينك و بينها. ستعمى عنك بها. وستسند اللّغة التي تحكي مع نفسك بها ذاك العمى. ستتمادى. وستنكمش في زاويةِ اللّوم وتبكيك.


لا بأس بالحزن. لا بأس أن تلوم. لا بأس أن تبكي وتتقوقع أحياناً، كثيراً. لكن بين كلّ ذلك لا بدّ أن تكون قادراً على النّظر في عيني نفسك أن تقول لها بكلّ ما تملك اللغة من وضوح و فصاحة، أنّك ناقصٌ هنا. مخطئٌ هنا. مُلامٌ هنا. بعدها، انكمش في زاوية نفسك وابكيك كل ما تشاء البكاء أن يكون.



يجلِس على طرف السرير، ممتلئاً بأيّ شيءٍ إلّاه. يخلع الساعة المتوقّفة عن معصمه الأيمن. يستسلم للذكرى. و يزيد في اللّوم. يُدَقّ الباب. يفتح. وجهها. تلمّ بعض لوحاتها. تنزع لوحة الكوب من فوق السرير.



لا كوب الآن.

لا كوب الآن. 


------
TEXT: AYAH AL-OBALLI


 

 

EVERY TIME I REMEMBER MY BULLIES MAMA WORRIES I’M STILL NOT OVER IT

hang the elephant for remembering you called it an elephant.
the kids at school called me fat and then got mad that i never forgot
& later, that i knew my own strength.

mama tells me i remember everything. all the things people say
that they don’t mean or don’t remember saying so they must not mean
& then i fashion them into knives & then i know just where to swipe them
& when           & i guess she’s not wrong.      i guess i always thought this accountability.
but accountability shouldn’t be as strategic. as kept warm in the pocket for next time
next time i’ll have the best comeback. all my sources cited. they’ll see.

read something somewhere once. a tender thing:
an elephant will rarely offer its head
upon your lap. feel special when it does.
you were something extra. feel warm.
feel nothing. they will bring
their whole skull down
& crush you.

he wants to play with my hair now. wants to feel how soft
like that soft doesn’t remember the first name you gave it.
yeah it’s fine. come closer.

 

------
TEXT: JESS RIZKALLAH
MUSIC: HALA AL-EMADI

 

MY BELOVED

Saturday,  18th. My Beloved I.

The first time I came to you I was met with dust,
so thick that I could barely see my hands.
And all I heard were faint cries of pain and help,
which I could not offer you. 

The first time I came to you
I saw the pain you carried on those shoulders since you came to be.
And all I could envision was the fractured bones and broken ribs
and the broken spine
and the bruised lips,
you had to endure. 

The first time I came to you, you spoke in broken English,
which cut your insides with every syllable uttered
as if your tongue was made of glass –
because I did not understand you the way you desired me to.
And all I saw was the blurred streets
as my glands could not keep the tears from falling. 

The first time I came to you I felt like I was not accepted for I was neither you or them;
as I did not speak like you or them;
as I did not behave like you or them.
And all that came to mind was the feeling of pain
from a thousand needles slowly kissing the pores I left open for you. 

I swallowed the years I had not seen you
And wept.

 
 
 

THURSDAY,  23RD. MY BELOVED II.

Oh, you who screamed until the sun had waned, come back.
Oh, you who played without care until the sun had waned, come back.
Oh, you who protected your brother until the sun had waned, come back. 
Oh, you who helped your sister, until the sun had waned, come back. 

I will not pay heed to the screaming and fighting, the bickering and crying,
and I will not ask you to be quiet.
I will not ask you to halt your plays so that I can sleep. 

Play until you cannot move a limb, 
scream until your voice disappears
and bicker amongst yourselves until you cannot find a fault. 

Oh, you who felt scorned, come back.
Oh, you who heard words that should not have been spoken, come back.
Oh, you who was left behind, come back. 

I speak to the moon everyday to let him know of my wishes.
He knows all that my heart feels, and all that my mind thinks.
He knows of the pain I feel knowing you have left, 
and he knows of the sadness that lies in my heart. 

Oh, you who was hit by the crane, come back.
Oh, you who gave up because of our selfishness, come back. 

Your disappearance left us yearning for the warmth of your touch. 
And the delicate voice that is on the verge of breaking.
I am asking you to come back though I do not know if my words will fall onto deaf ears. 

Oh, you who the sun waits for, come back –
because she will not wane until she hears your laughter again.

------
TEXT: ALI MERZA

MEMORIES OF MANHOOD

I am a man. But I haven’t been a man for very long. At least, I didn’t realize it until very recently, when all of a sudden the question of “who am I?” loomed very heavily over my head. At that point I was nothing but a puppet. I was told I had no identity of my own. I knew it was true too. Then it began, the desperate process of searching, of trying to swim into the depths of my mind in yearning for any memory that could help me make sense of myself. Frantically grasping at any and every thought, trying to put together the shattered fragments of me like pieces of a puzzle. I’m not one to commit to keeping a journal, but back then keeping one was crucial. I needed to record all my discoveries, both internal and external, and for that my journal was to be my pensieve.

Who am I? The question shook me. Naturally, my first step was to go back to my childhood. My earliest memory? Not knowing how to ask my teachers that I wanted to go to the toilet. Not very helpful. My favorite toys? Well, I remember having a large collection of toy cars. But this doesn’t have to mean anything unless you believe in gender stereotypes. I spent most of my time playing with my male cousin, but that doesn’t mean anything either because he was the only kid of my age. My memories of childhood pretty much end there. Not as helpful as I thought they would be.

Middle school; body changes, puberty, social anxiety, angst and what have you. No other period in your life could ever give you better hints about who you are than this one. I should have pretty clear memories, shouldn’t I? Nopes. Besides having a very vague notion of being uncomfortable with my body, there were no other hanging red herrings. I played games using male characters. I was partial to books with male protagonists. I recall overhearing a phone call where the subject matter was the transition of an intersex person, and I remember my overwhelming excitement about it; something so out of the ordinary, so unique, so different; so like me.  Only to resort eventually to the disappointment that I could not be that unique. I remember wondering whether I had “different” genitals hidden somewhere inside of me. I had to dig deep to uncover these memories. And even then, all I had to work with were vague memories, so vague they didn’t even leave any lingering shadows behind.

I entered high school with the intention of being a new person. A chance to rebuild me all over again. A clean slate, while trying to ‘be myself’. That phrase was new to me, before then there was no ‘me’. At first it confused me, but later on I embraced it. However, it never embraced me. Today, my memory of that time is ambiguous. I spent almost all of it pondering over this matter. What it means to be myself? Where to do draw the line? What is it in me that could answer my questions? For a while I couldn’t answer any if them confidently. But now the matter is no longer a question to me. My memories, though, failed me again.

It all started with a resurfaced memory, almost two years ago, one that told me that “I am not myself.” And I am still groping for more memories, hoping others will resurface, giving me valuable clues to the inner workings of my mind. So far that hasn’t happened. So far all the recollections I’ve managed to collect all point me towards the same thing. At least, that’s what I believe. The fickle thing with memory, is that it’s very malleable. How am I to trust that my own recollections are even true? How do I know that I’m not making it all up?  Is my mind playing tricks on me? I have no clue. And there’s no way to find out. 

That’s the scariest part of all this. As much as I try to dig for those memories. As much as I try to find any traces of evidence to support the way I feel. No matter what I do, as long as it happens inside my head, there’s no way to prove it. I can hope that my memories aren’t letting me down, but I will never know for sure. I can tell you, that I am a man, but at the end of the day, my memories will do nothing to support or refute my statement. I wish memories had more legitimacy. Maybe then, and only then, people would believe me.

------
TEXT: HIND

PAUSED MEMORY

The days run in a similar shade,
She is tracing the steps of yesterday
Another line added to her fragile hands,
You play with the words and convince her that its day one and there’s no aftermath
But you cannot erase the kiss of time gently pressed on her hands.
Her tongue sings a familiar question
“Where is my dear one?”
Her mind bounces back
Between reality and a tragic time
Resisting,
Resisting,
Until it collapse
A quick Reset
Her mind adjusts
Finding comfort in ignorance
You are home,
You are fine.

------
TEXT: ALAA PHOENIX