خلقوا ليموتوا // KHALED ALQAHTANI

هم دائمًا متأهِّبين ومستعدِّين، إلَّا أن أي دفعة من وطنهم الدافئ تكون مباغتة بالنِّسبة لهُم.
لا يشعرون بالألم عندما يُيقذفون خارجًا، لا يشعرون بأي شيء على الإطلاق! إلَّا الأخير، الذي كان دائمًا يقف على الحافَّة، بجلدِهِ الشفَّاف اللَّزِج، بين الحياة والموت ينظر بأجساد البقيِّة وهي تسقط.
يتشبَّث بكل ما أُوتي من قوَّة، مع أنه يعلم بأن مصيره سيكون كالبقيَّة، ولكنه يريد بأن يحظى بلحظةٍ أخيرة مع نفسه، ليتأمَّل حاله وحال من سيأتون بعده، وكيف بأنه بهذه اللحظة يعيش حياةً ميِّتة.
أي موجة ستأتي الآن ستلقيه ليلقى حتفه كالبقيِّة،
ها هي الموجى الأولى آتية بقوَّة ولكنها لا تستطيع اسقاطه...
موجة ثانية..
موجة ثالثة، حتَّى سقط.
وما زال الأمر يتكرَّر بالنوُّور والظلام، ولا يشعر بها إلَّا الأخير.