ماذا أعطاني الربيع // KHALED ALQAHTANI & SAMAH AHMED

 
افترق الأشخاص المُجتمعون وقادتهم أقدامهم إلى الأرض الخضراء , وما ان وصلوا هناك حتى بدأت الأقدام بالتهام العشب والأعشاب الطويلة، وطمأن ظهري أمي الخائفة بأنه لا توجد كلاب نائمة تحت الظلال. وخرقت الأقدام كل شيء وقطعته إلى أنصاف, حتى ظننت أن كل شيء جميل ولا وجود للأسرار. وبدأت أصوات الشعراء واضحةً بداخلي حتى شعرت بأني لانهائي وأن كل شيء قُطع من حولي. وما إن اجتزت منطقة الأمان وجعلت فضولي يقودني إلى الوراء، حتى بدأت الأزهار القاسية تُدخل الأشواك بفخذي وتربط قدمي محاولةً الانتقام ولكن لا شيء يوقفني إلا الشمس التي بدأت بالزوال، وبحيرة من طينٍ وعظام أو أوجه غرباء تحدق بي من بعيد أو صوت أهلي ينادي بأنه حان وقت الرحيل .

وهل يجدر بي أن أثق بكل شيءٍ جميل أو بدنيا تخفي الكثير خلف أنيابها الصفراء وأصابعها الدقيقة؟ أو بالأعشاب التي تتسلق حتى تصل إلى ركبتي في هذا الوقت وتختفي معظم الأوقات؟ أو بالطرق الفاصلة بين كل صفين مليئين بالحجارة والحشرات البيضاء التي تستطيع الزحف و الطيران؟ أعطاني الربيع الكثير من الأسئلة و الشكوك، والقصائد الحزينة التي كُتبت على مكاتب صنعت من أخشابٍ نادرة، وشعورًا باللانهائية...والبرد.

***
text // khaled alqahtani
art // samah ahmed