في مدينتي

2030

2030


في مدينتي
محرومةٌ هي الجدران
تبقى دون آذان
وما نفعها بالأصل إن كنّا مجمتعين على الدوام وعلى سمعٍ تامّ؟
لا لا
امحِ ذاك الجزء
فلا جدران في مدينتي
ما من جدرانٍ تسوّرها
أو تجول شوارعها وبيوتها
وما من نوافذ تحملها
ما من ستائر
مدينتي متقشّفة
مدينتي دون قيود
مدينتي حرّة
حرّةٌ هي تفعل ما تشاء متى تشاء وما من أحدٍ يواجه بالإباء
فالأبناء هم الآباء وعلى الدنيا الرثاء

مدينتي حرّة
يغسّل المطر أوساخها مرّة في الشهر
وتعتقدُ أنّ ذاك يكفي
كالطمث معلناً أنّ حياةً جديدة لن تأتي
لا أعيشُ في مدينتي إلّا مرّة في الشهر
وعدا عن ذاك أموتُ وأُرثي
فمدينتي لا تُشفي
لا أعيشُ في مدينتي
رؤوني عندما رحلت فلا ستائر لتستر
لاجدران لتحجب
الناس تصطفُ في الشارع وتنظر
ينظرون إليّ تحت أضواء الشارع الغير مضاءة
ينظرون إليّ وأنا أرحل فمدينتي حرّة دون قيود
فهي ألبستني إيّاهم وأرحلُ كلّ بضعة أشهر

وفي كلّ مرةٍ حقائبي تكثر
ومعها رهبتي وقيودي وأصفادي تكبر
تكبرُ بما فيه الكفاية لتنسلّ يديّ منها
ولكن أعود لأُذكّر أنّ عليّ أن أرحل
وأعود لأرحل
وأعود وأرحل.

______
TEXT:
SAMI ABDELBAKI
SYRIA

ART:
KINZY AL SAHEAL
SAUDI ARABIA