خواطر زهرة // HESSA ALEASSA & KHALED ALQAHTANI

 
 
 
أحب الصباح، أحبه بكل تفاصيله، الشمس التي تسطع على خدي، العصافير التي تزقزق بأعلى صوت لها لتوقظ إخوتي، الرياح التي تهب بكل رقة لتتراقص معي. أحب الصباح لما فيه من جد وعمل أراه كل يوم على النحل، يحومون فوقي ليحصلوا على الرحيق مني ومن إخوتي، و لكن أنا مقيدة في الارض، بأسلال مني وفيني. يصيبني الذعر عندما يأتي بنو الإنس، أخاف أن أكون صيدهم التالي. أحاول أن أهرب كباقي المخلوقات لكن جذوري تقيدني، أتمنى لو أن جذوري تتحول الى أرجل كي أعدوا وأنطلق، أو تنبت لي أسنان كي أدافع عن نفسي. "لا بأس" كل مرة أطمئن فيها نفسي، أنا زهرة و لكن أتمنى أن أكون أقبح الأزهار فقط لأعيش لصباح يوم آخر  
 

***
text // hessa aleassa
art // khaled alqahtani

ماذا أعطاني الربيع // KHALED ALQAHTANI & SAMAH AHMED

 
افترق الأشخاص المُجتمعون وقادتهم أقدامهم إلى الأرض الخضراء , وما ان وصلوا هناك حتى بدأت الأقدام بالتهام العشب والأعشاب الطويلة، وطمأن ظهري أمي الخائفة بأنه لا توجد كلاب نائمة تحت الظلال. وخرقت الأقدام كل شيء وقطعته إلى أنصاف, حتى ظننت أن كل شيء جميل ولا وجود للأسرار. وبدأت أصوات الشعراء واضحةً بداخلي حتى شعرت بأني لانهائي وأن كل شيء قُطع من حولي. وما إن اجتزت منطقة الأمان وجعلت فضولي يقودني إلى الوراء، حتى بدأت الأزهار القاسية تُدخل الأشواك بفخذي وتربط قدمي محاولةً الانتقام ولكن لا شيء يوقفني إلا الشمس التي بدأت بالزوال، وبحيرة من طينٍ وعظام أو أوجه غرباء تحدق بي من بعيد أو صوت أهلي ينادي بأنه حان وقت الرحيل .

وهل يجدر بي أن أثق بكل شيءٍ جميل أو بدنيا تخفي الكثير خلف أنيابها الصفراء وأصابعها الدقيقة؟ أو بالأعشاب التي تتسلق حتى تصل إلى ركبتي في هذا الوقت وتختفي معظم الأوقات؟ أو بالطرق الفاصلة بين كل صفين مليئين بالحجارة والحشرات البيضاء التي تستطيع الزحف و الطيران؟ أعطاني الربيع الكثير من الأسئلة و الشكوك، والقصائد الحزينة التي كُتبت على مكاتب صنعت من أخشابٍ نادرة، وشعورًا باللانهائية...والبرد.

***
text // khaled alqahtani
art // samah ahmed