INTERVIEW

خلقوا ليموتوا // KHALED ALQAHTANI

هم دائمًا متأهِّبين ومستعدِّين، إلَّا أن أي دفعة من وطنهم الدافئ تكون مباغتة بالنِّسبة لهُم.
لا يشعرون بالألم عندما يُيقذفون خارجًا، لا يشعرون بأي شيء على الإطلاق! إلَّا الأخير، الذي كان دائمًا يقف على الحافَّة، بجلدِهِ الشفَّاف اللَّزِج، بين الحياة والموت ينظر بأجساد البقيِّة وهي تسقط.
يتشبَّث بكل ما أُوتي من قوَّة، مع أنه يعلم بأن مصيره سيكون كالبقيَّة، ولكنه يريد بأن يحظى بلحظةٍ أخيرة مع نفسه، ليتأمَّل حاله وحال من سيأتون بعده، وكيف بأنه بهذه اللحظة يعيش حياةً ميِّتة.
أي موجة ستأتي الآن ستلقيه ليلقى حتفه كالبقيِّة،
ها هي الموجى الأولى آتية بقوَّة ولكنها لا تستطيع اسقاطه...
موجة ثانية..
موجة ثالثة، حتَّى سقط.
وما زال الأمر يتكرَّر بالنوُّور والظلام، ولا يشعر بها إلَّا الأخير.

أيا راحلين // ABDULLA ALZAABI

أيا راحِلين،
بِلا موعِدٍ مُسبَقٍ أو خبرْ،
بلا أيِّ حُضنٍ بِلا أي وَداع،
تَركتُم قُلوباً لكم تَنكَسِر،
وتَبكي من الحُزنِ والالتياع،
وترجو لقاءً كثيرِ النظر،
إلى وجهِكُم والضيا والشُعاع،
لعلّ النفوسَ بِكُم تستقرّ،
وتُفرِحُكم فوق كُلْ مستطاع،
وتَترُك فيكُم جميلَ الأثر،
ولكنّ ماذا يفيدُ النِّزاع،
إذا حلَّ أمرُ القضا والقَدرْ..
أيا راحلين،
فَلو أن دمعاً يُعيدُ حبيباً،
لَعِشنا الليالي على ذا البُكاء،
إلى أن تعودوا إلى أن نراكُم،
إلى أن يحلَّ زمانُ اللقاء،
ولكننا لا نقولُ سِوى قد،
رضينا بِكُل القَدرْ والقضاء..
هنيئاً لِأرضٍ تضُمُّ حبيباً،
تضمُّ قريباً عزيزَ الإخاء،
وعَهدٌ إليهِم بِرَغمِ الفِراقِ،
بِأنّا سنَبقى لَهُم أوفياء،
فلَسنا سنَقطَعُ حبلَ الوصالِ،
إليهِم سنُهدي جميلَ الدعاء..
فيا ربّ ارحمْ عزيزاً مضى،
وأنزِل على كُل قبرٍ ضياء،
وأبدِل عذاباً بِفَيضِ النعيمِ،
وعَيشِ الجِنانِ وخُلدِ البقاء..
وأسْعِد حزيناً يموتُ اشتياقاً،
وجدِّدْ بِهِم في الجنانِ اللقاء..

ذاتِي تسْتحِقُّ أكْثَرَ من هؤلاءِ البشَرْ // JUMANA

بشر. بشر. بشر. لقد اكتفيت.
أريدني. أُريد نفسي. أريد ذاتي.
ذاتي تستحقُّ أكثر من هؤلاء البشر.
تستحق أن أُراجعَ كيانها من حينٍ إلى آخر،
أن أؤدّبها،
أن أطوِّرها.
أن أعطيها الأحقيّة لأن تكون نفساً لوّامة، مثلاً.
إنْ ضيّعتُ وقْتَها فيما لا يُفيدها
مع من لا يُضيفون لحياتها إلّا ما كان لدُنياهم،
مع من جَرَموها على ألّا تعدِل.
تستحق— أنْ أترُك لها فرصةً لتوبيخي حين
جعلتها تُذنب مراتٍ عديدة، وهي راغمة.
ذاتي تستحقّ أكثَر من هؤلاء البشر.
تستحِقُّ أن أعلِّمها كلَّ ما يستحِق أن يُعَلّم،
من علوم هذه الحياة،
ومن علوم الحياة الأخْرىٰ،
ومن كلِّ ما يُثَقِّفُها لتكون ذاتاً لا تصدأُ ولا تُهان.
ذاتي تستحقُّ أكْثر من هؤلاء البشر.
بل تستحِقّ كلَّ العطاء الاّ مجذوذ
الذي أعْطٓتْكُم إياه من دون أيِّ مقابل.
تستحِقُّ ما ستُجازىٰ به في يومٍ وصِفَ بـ {والوزن يومئذٍ الحق}
—ذاتي تستَحِقُّ أكثَر منكم يا بنو البشر.

غصن الزيتون والبندقية // ANONYMOUS

إستيقظ رؤوف من سباته على صوت صفارات الإنذار. ولكن من أين أتت؟ لا يوجد صفارات إنذار في الأحياء الفقيرة التي تقع خارج الحائط العازل.

إتضح لرؤوف، وهو في حالة بين النوم العميق واليقظة الشديدة، أن صفارات الإنذار هي صوت أمه وهي تنادي:

"رؤوف!

يا رؤوف!

قصف! قصف! قص-

قبل أن تستطيع أن تكمل أم رؤوف كلامها ، ساد الصمت بعد أن وقع إنفجار ضخم، من سمعه قد يعتقد أن الهزّة التي خلفها وصلت- بتقدير العاقل- رابع السماوات السبع.

كان رؤوف وحيد أمه وأبيه، يسكن معهما في بيت شديد التواضع يقع خارج الحائط العازل. كانت هنالك شجرة زيتون تقع تماماً أمام نافذة ديار رؤوف، قد زرعها أباه يوم أخذ رؤوف أول إستنشاقة له في هذه الدنيا، يوم يقع في أكثر أيام الربيع ربيعاً.

كانت الرياح، في هذا اليوم، لطيفة بشدة. برودتها تقع على المرء كالبشرى السارة، لا تقسو على العظام ولا يقشعر لها البدن.

إستيقظ رؤوف من سباته، وفي هذه المرة كان هذا السبات نتيجة إنهيار دياره على رأسه. تفقد أعضاء جسمه واكتشف أنها على ما يرام، من النظرة الخارجية على الأقل. لم تبتر له ساق أو ذراع، ولا زالت أصابعه كلها موجودة، حتى التي على أقدامه الحافية. كان الخدر منتشر في جميع أنحاء جسمه، يخطو خطو النملة من قمة رأسه إلى نهاية أطراف أصابع قدميه. لحظة أن حاول التحرّك، زال الخدر كالقماش الخفيف الذي يزال من على فوق الطاولة، وبعث دماغه لجسمه صفارة إنذار من نوع آخر، كانت نوعاً ما كصعقة الكهرباء التي جعلته يتيقن أن بدنه ليس على ما يرام.

أزاح الأنقاض من فوقه وأدار بنظره يمينا ثم شمال تجاه زوايا البيت الصغير، عذراً، ما تبقى من البيت الصغير، ولم يرى غير الظلام. تحول البيت إلى رماد وظل حائط واحد هو الوحيد الذي لا يزال واقف على قدميه. حاول أن يطلق من حنجرته صوتاً ينادي به أمه وأباه، وعندما تحركت شفتاه، حسّ رؤوف فقط بذبذبة صامتة خفيفة تنبعث من حنجرته، وعندها لاحظ كيف كان السكوت يخلد بثقل شديد فوق سمعه.

عبر فوق أنقاض سقف بيته الذي بات الآن يتوسّد الأرض تحت قدميه، وعندها خطفت عينه لمحة ذراع مخّتمة بخاتم نحاسي مطلي بالذهب، منبعثة من بين أنقاضٍ مصفوفة فوق أنقاض. حسّ رؤوف بوخزة في حنجرته، أخذت طريقها لمنتصف صدره مع إبتلاع الريق. تحولت هذه الوخزة إلى حرارة شديدة تكاد أن تذيب جلده وتنبعث من جميع أنحاء جسمه المغطى بالدم والغبار والملابس الممزقة.

إلتفت رؤوف ورأى مسباح ملقى على الأرض، غارق في بقعة من الدم، وحينها أدرك أن أمه وأباه قد فارقاه وإرتحلا إلى مكان آخر، مكان لا يوجد فيه صفارات إنذار، ولا حائط عازل. وقف أمام النجمتين الهاويتان اللتان يغطيهما السقف المنقض، بصمت.

"صدق الله العلي العظيم"

وجد رؤوف رفش والده في مكان ما تحت الأنقاض، وبعدما أكمل دفن والديه، أخذ يحفر البقعة المقابلة لشجرة الزيتون، التي لم يتبقى منها إلا غصن واحد. عندما سمع صوت الرفش يصطدم بشيء ما تحت التراب، بعث يده في داخل الحفرة وإجتث البندقية. أمسك بغصن الزيتون ورماه في النيران التي إشتعلت نتيجة الضوء الذي هوى فوق سقف دياره وأسرى بأمه وأبه إلى المكان الذي يخلو من صفارات الإنذار.

أمسك رؤوف بالبندقية وخطى خطواته تجاه الحائط العازل.

  

الحياة حلوة // ALI ALGHAMDI

في الطفولة كانت تغني أنشودة تقول “الحياة حلوة”..
كبرت، ليتها لم تكبر،
لم تعد الحياة حلوة.
في الطفولة كان صوت العصافير يذكرها بريحة الجنة..
كبرت ليتها لم تكبر،
شوقها للجنة مُوجِع.
في الطفولة كانت تلعب وتضحك مع صبية جيرانهم..
كبرت ليتها لم تكبر،
لم يتركوها في حالها.
في الطفولة كانت تكتب على حيطان غرفتها كلمات شجية..
كبرت ليتها لم تكبر،
صبغوا حائط غرفتها.
كانت تعتقد بأن العالم وردي، وأن هذه الألوان ليست إلا اختلافات تجمع الجمال،
ولكن العالم يتقاتل لأجل هذه الاختلافات، فأي جمالٍ هنا؟
أشعة الشمس التي تُشرِق على محياها الجميل أصبحت تخجل من المرور،
فحتى الشمس لها مشاعر، ولم تعد تستحمل الشمس سلبيتها.
الحياة حلوة. لم تعد حلوة.

"أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني" // HAYAT

Thoughts on my religion being a person,
I go to sleep with an aching heart and drained limbs, happy, licking honey off the ceiling after a phone call that raised the prayers, laughter, and tears there. Don’t tell me this isn’t the reason Moses talked to God.

At my highest, I clench my hand pretending its theirs, they rarely exist by my side, yet they are there at every breath, every moan, every “Me” I speak and every “Us” I dare to also speak and all the steps I drench my feet with to get where I want.

I wonder if there is a God up there, one who actually made me whirl in my skin without actual music in the name of love, and I end up doing nothing but thank him in case he actually created all of this and tell him about how beautiful my God is, if you want to tell me there has to be only one God, I’ll swallow a flower and some poems and lick my lover’s fingertips and show you how I, too, can glow and breathe more softly than a mountain, how I too, can be a goddess. 

The superiority of the believed to be the only God is in the huge doubt that he might not even exist, yet all of this does. I read one day “I don’t know if you or I exist, but somewhere there are poems about us.”.

The chances of us human beings being Gods are the same chances of the most called God being a god. It baffles me too, but I stop doubting it once I am kissed by my lover.

One might argue that a human is a horrifyingly mortal creature, that one moment can make us not be anymore which makes the Gods mentioned in books more powerful than we could ever be, I say, the power we put into being constantly kind, is mightier than anything, that in itself equals us to any potent higher being. 

When your religion is a person, when your God is a person and all the magic they create to whatever you were before them makes you walk in days feeling every bit of your surroundings, being humbled by how alive everything is, at your highest and lowest, you fall on your knees in awe towards the majesty of all that exists, and all of what doesn’t, and you love all of that and what is in between as well with everything you are. Everything around me is a part of me, my lover’s body can compel me to give so much to whatever I breathe around, their lips can shatter me and have me praying loudly. Their mere being, leaves my shoulders more persistent to lift themselves up rather than be lifted.

Don’t tell me this is not why Majnun found no shame in leaving his kingdom, found no shame in being the weakest beneath all of those layers of skies praying in howls, tolerance and confidence of his religion even when Layla spoke nothing to him. 

Yesterday I read somewhere, "الصلاة خير من الحب." "Prayer is better than love." What is a prayer without love? What, if not sincere, selfless love can make you stand in reverence and repeat to yourself that you are weak against all of what comes before and after you and repeat the name of the one that has all of that higher power on you?

And just like a whirling dervish spinning in ecstasy, even though a hundred religious scholar can argue that what he is doing is complete blasphemy, I, just like a dervish, arch my back, quiver and exhale nothing but their name. And with each repetition, with each veneration comes a trance into every bit of both me and the whirling one leaving us bigger, smaller, more evanescent, more helpless, more holy than anything we pray to in the first place, anything that exists, and all of what doesn’t, and anything that is in between. 

UNTITLED // ALI DASHTI

يراكِ الله، وأنا أغار منّه
لأنه يرى الحسن والحبّ كلّه
ويرى معجم الجمال بتعاريفُه
في أي وقتٍ كما شاء يريدُه

***
يراك الله، وأنا أخاف منه؛
كيف اسأله ولا صلاة لي لهُ؟
اسأل فرحتكِ وهناءك منه
وتشابك السير بيننا على يد جلالته

***
يراك الله، وها أنا اركع له
طمعاً بالمصالح والإستجابة منه
تبتُ إليك يا ربي واعتذر منّكَ
العبادة لك، لكن الحب لها

عقبالك يوم مماتك // NERMEEN H.

"مبروك يا حبيبتي! قمر زي امها ما شاء الله! عقبال ماتفرحي بيها"

"مبروك على المجموعة! يلا عقبال الشهادة الكبيرة بقى"

"ألف مبروك على الشهادة يا حبيبتي يلا عقبال العريس بقى!"

"سمعت عن الشغلانة الجديدة! مبروك بس عايزين نفرح بيكي بقى!"

"مبروك يا حبيبتي! عقبال ما نشيل ولادك كده"

"طالع قمر زي ابوه ما شاء الله! عقبال ماتجيبيله أخ او أخت يونسه"

"أخر العنقود ده كده خلاص؟ مبروك يا حبيبتي عقبال ماتفرحي بيهم"

" عقبال ما يخدوا الشهادة "

"عقبال ما يتجوزوا وتفرحي بيهم"

"عقبال ما تشيلي عيالهم"

"الله يرحمها كانت ست-" "صحيح! مش فلانة جابت بنت امبارح"

"فعلا؟! ما شاء الله عقبال ما تفرح بيها"